النيل والفرات:
من يعرف بداية سيد قطب، كان من عاشر المستحيلات أن يعرف، أو يتوقع، أو يتخيل، أو يتصور... أو متى يتنبأ بما ستكون عليه خاتمته! بدأ معلماً وانتهى زعيماً... بدأ ناقداً للأدب، وانتهى ناقماً على الثورة... بدأ شاعراً، رقيق الحس، مرهف الانفعال، ينظر إلى الحياة نظرة فنان، وانتهى غاضباً، ساخطاً، متمرداً، محرضاً على الكفاح المسلح ضد نظام جمال عبد الناصر... بدأ ملحداً، لا يثق في وهبة الدين على تغيير البشر، وانتهى متطرفاً، بعد أن جزم بتكفير المجتمع وجاهليته... بدأ متفتحاً على الدنيا. متحمساً للمعارك الفكرية، وانتهى معلقاً في إحدى مشانق "الستينيات"، حاملاً. منذ ذلك الوقت حتى الآن لقب "شهيد".