يحيلنا ساراماجو منذ افتتاحية الرواية إلى أسطورة كهف أفلاطون فى كتابه "الجمهورية": يا لغرابة المشهد الذى تصفه، ويا لهم من سجناء مستغربين أنهم مثلنا.
فأمثولة "أفلاطون" حول طبيعة الإنسان تصوّر أن هناك كهفا تحت الأرض له مدخل طويل يمر منه النور وفى الكهف أناس سجنوا فيه منذ طفولتهم.
أرجلهم وأعناقهم مقيدة تضطرهم إلى البقاء ثابتين لا ينظرون إلا أمامهم ووراءهم وفى موضع أعلى من موضعهم ضوء نار مشتعلة بعيدا عنهم وبين النار والمقيدين توجد دكة مرتفعة وعلى امتداد الدكة أقيم جدار منخفض مثل الحاجز الذى يفصل بين جمهور المشاهدين والمقيدين والمشعوذين الذين يعرضون ألعابهم.
أمثولة ساراماجو تتمثل فى أن الإنسان المعاصر يعيش الوضع نفسه الذى يعيش فى شخوص أفلاطون المقيدين، فهو يقضى وقته محبوسا فى غرف ضيقة، يتأمل صورا على شاشات التليفزيون والكمبيوتر، بعيدا عن الاتصال المباشر بالطبيعة أو بأمثاله من البشر، ولهذا تختار أسرة "أليجور" التى تدور حولها أحداث الرواية التخلى عن كل شىء والخروج فى رحلة بلا وجهة معروفة ودون معرفة كيف وأين ستنتهي