يضم هذا الكتاب بين دفتيه مذكرات العام الأخير من حياة (خوزيه ساراماغو)، الروائي والمسرحي والصحفي البرتغالي الحائز على جائزة نوبل في الآداب. مؤلف رواية (العمى) التي تُرجمت إلى معظم اللغات العالمية ومنها العربية. والتي كرسته كواحدًا من أكثر مثقفي العالم شهرة وذلك قبل وفاته عام ٢٠١٠
تغطي هذه المذكرات الفترة الممتدة من أيلول ٢٠٠٨ إلى آب ٢٠٠٩ وفيها نجد (ساراماغو) شاهدًا على أهم الأحداث المعاصرة ومنتقدًا لأبرز الشخصيات العالمية مثل (برلوسكوني) و(جورج بوش) و(أوباما) والبابا غيرهم، في المقابل لا يبخل في التعبير عن تقديره لشخصيات مثل (محمود درويش) و(جورج أمادو) و(غويتسولو) وغيرهم من الكتّاب والمفكرين.
بفتتح (ساراماغو) مذكراته بالحديث عن مدينته المحبوبة (لشبونه) ويصوّر الحياة فيها في الماضي والحاضر. ويستعيد حوارات مع الأصدقاء ويتأمل في المؤلفين المفضلين لديه. ويقدّم لنا ملاحظاته الدقيقة ورصده للحظات ذات أهمية كبيرة، التي يظهر فيها ناقدًا لاذعًا لا يعرف المساومة. فهو يشرح البيئية ويستنكر قصف إسرائيل لغزة في عدوان ٢٠٠٨ ويتابع التحقيقات الجارية في مصير ضحايا الحرب الأهلية الاسبانية وضحايا الديكتاتورية في الأرجنتين وغيرها من القضايا الساخنة.
(المفكرة) رحلة فريدة في العالم الشخصي والسياسي لأحد أعظم كتّاب عصرنا. إنه كتاب استفزازي وشاعري بآن واحد