حرص الإسلام- من منطلق الرحمة- على تقوية الأواصر، وتعميق الروابط بين بني الإنسان، في أي مكان كانوا، وفي أي زمان عاشوا، فلا ينبغي لمجتمع أن يعيش متفككاً، ولا ينبغي كذلك لفرد أن يعيش منفصلاً عن مجتمعه؛ فالمجتمع حريص على رعاية الأفراد، والأفراد حريصون على الارتباط بالمجتمع، وهذه علاقة تضمن حياة أفضل لجميع الخلق.
ولما كانت المشاكل والأزمات والكوارث لا تنتهي من الدنيا، فإنه يجب أن تكون هناك آليات ثابتة، وطرق معروفة محددة للتعامل مع هذه العوارض المؤلمة، كما أن هناك الكثير من الأعمال والمهام التي تتطلب جهوداً متكاتفة لكي تنجز وتتم، ومن هنا حث الإسلام على خلق رائع لا يقوم المجتمع الصالح إلا به، وهو خلق التكافل والإغاثة، فالجميع يتكافل ويتعاون، ويكمل بعضه بعضاً لأداء عمل معين، أو للخروج من أزمة معينة، والذي يحتاج إلي عون اليوم قد يكون هو المعين غداً، والذي يبحث عن من يساعده في موقف سيبحث عنه الآخرون في موقف آخر، وهكذا تسير عجلة الحياة بشكل طبيعي، ويتحقق الخير لجميع أفراد المجتمع، بل لجميع أفراد الإنسانية.
غير أن الإسلام يختلف عن بقية المناهج الأرضية، في كونه يربط هذا التكافل دائماً بالله عز وجل ويجعل الفائدة الكبرى، والجائزة العظمى في يوم القيامة، مع عدم إغفال الفوائد الدنيوية الهائلة التي تعود علي الناس في حياتهم عند التعامل بهذا السلوك، من هنا جاءت أهمية مثل هذا الموضوع