لم يَكُنِ السَّيدُ هينشكليف يَدرِي أنَّ هذا الرَّجلَ الغَريبَ الأطوارِ الذي يُشارِكُهُ المَقصُورةَ ذاتَها على مَتْنِ القِطارِ يُخبِّئُ في صَدرِهِ سِرًّا أَعجَبَ مِنَ الخَيال. لَقدْ كان مُستغرِقًا في تأمُّلٍ عميقٍ حِينَ سَمِعَ الرَّجلَ يُتمتِمُ بكَلِماتٍ غَيرِ مَفهُومَة؛ تَبيَّنَ في نِهايةِ المَطافِ أنَّها ستَفتَحُ له بابًا لسَماعِ قِصةٍ لا تَكادُ تُصدَّق؛ ومَعَ ذلك فإنَّها تَبدُو حقيقيةً تَمامًا. ما سِرُّ هذا الرَّجلِ الغَريب؟! وما حِكايَةُ تُفاحةِ شَجرةِ المَعرفة؟! ومَاذَا سيَحدُثُ بَعدَ ذلك؟!