لا يمكن مقارنة الرعب الذي يجلبه داء ألزهايمر (الضعف الذهني) إلا بالرعب الذي يجلبه النادر من الكوابيس في هذه الحياة. إن أكثر المظاهر الغدارة حقاً لمرض الدماغ المميت هذا هو أنه لا يمحق دماغ الشخص فحسب، بل إنه يفعل ذلك قبل أن ينهي حياته بسنين. ذلك أن أعراضه المستهلة بالنسيان ثم تبدلات الشخصية تقترب كثيراً من الحالات الطبيعية بحيث أنها كثيراً ما تمر دون أن تلاحظ، فإنها تبقى لفترة طويلة دونما تفسير. فعندما يبدأ المريض بإدراك ما يحصل، فإن ذلك لا يجلب إلا إرباكاً معذباً لكل من المريض والقريبين منه، ماذا يمكن أسوأ من أن تشاهد شخصاً عزيزاً يتهاوى فكرياً، إلى أن لا يستطيع في النهاية أن يتعرف على الوجوه أو المحيط أو حتى نفسه؟!! إن الحد الأكثر صرامة من المعاناة الجسدية في داء ألزهايمر هو الألم العاطفي الذي يحس به المريض والمشاهدين العاجزين عن فعل أي شيء تجاهه.