في منزل لانيون، حين عدت أنا نفسي، ربما ترك فيّ ذعر صاحبي القديم أثراً لا يستهان به: لست أدري؛ لكن ذعره لا يعدو قطرةً في بحر الاشمئزاز الذي أتلفّت به إلى الوراء ناظراً هذه الساعات. تحولٌ ما استحوذني. ما عدت أخاف المشنقة، بل بت مذعوراً من كوني أنا هايد الذي يبرّحني. قد تلقيت بعضاً من لعنة لانيون في حلم؛ وفي حلم آخر عدتُ أدراجي إلى دارتي وأويت إلى الفراش. نمت بعد عياء النهار نوماً عميقاً ملازماً لم تتجاسر على انتهاكه حتى الكوابيس التي استبدت بي. استيقظت في الصباح خائراً موهن القوى، ولكن منتعشاً. ما أزال أمقت وأهاب فكرة الوحش النائم في عقاقيري، وما نسيت بالطبع المخاطر الرهيبة لليوم الفائت؛ لكنني كنت في البيت مرة أخرى، في دارتي وإلى جوار عقاقيري؛ والسكينة التي أسبغتها عليّ نجاتي تشعُّ في روحي إشعاعاً مبهراً يكاد يضاهي ألق الأمل.