في غمرة الحضارة المادية يبدو بأن إنسان اليوم يتجه اتجاهاً عقلياً محضّاً إلى مجريات حياته حتى الخفية منها، لذا لم يعد للقوى الخفية أي اعتبار عنده وبالتالي فقد تخلى هذا الإنسان عن حاسته السادسة لأنه لم يعد قادراً على الاحتفاظ بها، فالحضارة قد استنفدت كل طاقاته الفائضة، ولم يبق لديه شيء يستثمر به حاسته السادسة.
ولكن يبدو أن الأمر بالنسبة لمؤلف الكتاب "كولن ولسون" مختلف، فهو يرى أن قوى الإنسان على توجيه (شعاع الإثارة) لديه إلى واقع بعيد له تطبيقات مدهشة حقاً فهي تضفي على حياته نوعاً آخر من القوة. ويقول بأن هذه القوى لم تتطور كثيراً لدى الإنسان وقد أسماها (الملكة العقلية X) وهي تمثل مستوى جديداً من القوى على نفسه، فهي ستعتق طاقاته الميتافيزيقية حيث يستطيع الإنسان مرة أخرى أن يطور راداره الميتافيزيقي، أو حاسته السادسة، وهذا هو السبب وراء إيمانه بأن ما يسمى بقوى الإنسان الخارقة ستزداد أيضاً بنمو ملكة X.
يسجل كولون ولسون على هذه الصفحات تجاربه وتجارب الآخرين من خلال حالات عاشوا فيها إحساساً مرهفاٌ من الانعتاق الخيالي عبر رؤية علمية. وأدى إلى تحرك تلك القوى الخفية التي أثرت نتائج إيجابية من خلال تخاطب الإنسان وتفعيله للحاسة السادسة. فهذه القوى لم تدمر ولكنها ذهبت كما يقول (ولسون) إلى مخازن مبرّدة ويمكن استخراجها متى دعت الحاجة إليها. لأن هذه القوى ربما تستحيل إلى حصيلة ثانوية لقوى من نوع آخر