عجزت أغلب رموز التاريخ الحديث أن تثير عن شخصها هذا الكم الهائل من الأدب الحسي واللاواقعي كما أثاره كريكوري راسبوتين. لقد كتب عنه أكثر من مائة كتاب ولكنها لم ترتقي جميعاً إلى مستوى القبول كعرض سليم لشخصيته. فالكتاب الذي يحمل بين طياته سطوراً تملؤها الكلمة الصادقة لم يظهر بعد، وعمل كهذا لا بد أن تطرز سطوره ريشة كاتب يتكلم الروسية ليصبح باستطاعته البحث في كم الوثائق الأصلية واليوميات ورسائل العائلة الملكية والوثائق الأرشيفية للبوليس السري وإن يسافر إلى سيبيريا الشمالية باحثاً عن معلومات تخص حياة راسبوتين المبكرة. أما الكتاب الذي بين أيدينا فهو محاولة لإعادة تقييم شخصية راسبوتين بيد أن ذلك لا يعني أنني قد وضعت نصب عيني نية مسبقة في الدفاع عنه لأنني أشك حتى في أهمية إخراج مثل هذه الكتب، سيما وأن محاولات عديدة سابقة لتبرئة ساحته قد ظهرت لكنها لم تنل من الأهمية مكانا