الكتاب سجل لسيرة كاتب أراد من خلالها أن يبين كيف نمت أفكاره وتطورات لكنه لم يشأ لهذا الكتاب أن يكون ترجمة ذاتية عادية أو رسمية، فمجال هذا هو الأدب القصصي لكنه أراد أن يوضح لنا كيف أنه "استطاع أن يكون عقليته بهذا الشكل حتى أصبح له هذا الموقف بالتحديد". فيبين كيف أنه تأثير بديكنز وتلك الرؤية الإنسانية التي ميزت كتاباته، وفكر ويلز العلمي، وموقف برناروشو.
لقد نادى ويلسون دائماً بضرورة إخضاع العالم للوعي وتحرير الإنسان من سيطرة اللاوعي، وهو يسعى إلى بناء نسق فكري ولا يسعى إلى وصف عقل الإنسان, إن ويلسون يرسم هنا صورة لمثقف إنكليزي عاش حياة متنوعة في إنجلترا قبل أن يكتشف نفسه كفيلسوف متمرد يرى حياته نموذجاً يمتزج فيه الفكر بالموقع.
لقد كتب كولن ويلسون اثنين وعشرين كتاباً في عشر سنوات كما يقول، بما في ذلك هذا الكتاب لأنه كان يشعر بأن لديه الكثير جداً مما يريد قوله، وقد رأى بعد ذلك أنه بلغ النقطة التي أرسى عندها الأساس الضروري. إن ما يعتري الفلسفة من ارتباك-من وجهة نظره-هو أنها لم تتطور أبداً إلى علم. ومرد ذلك إلى القصر المخل للحياة الإنسانية