وتتناول هذه الرواية موضوعة الشعر والشعراء في زمن الحرب في العراق، تدور أحداثها في بغداد في العام 1987، وتتحدث عن مجموعة جنود شعراء، يقتلون جميعهم أثناء الحرب العراقية الإيرانية إلا واحد يروي الأحداث في العام 2003، أي بعد عقد ونصف من انتهاء الحرب، وذلك بعد أن يتسلم رسالة من طالبة تدرس الأدب الروسي، وتريد أن تعقد مقارنة بين شعراء روس من ضحايا الفترة الستالينية في الحرب العالمية الثانية في موسكو، مع شعراء عراقيين عاشوا الثمانينيات في بغداد أو قتلوا في الحرب العراقية الإيرانية. فيروي البطل قصة أصدقائه: منير والدكتور إبراهيم، وعيسى، فالأول يؤثر على مجموعة كبيرة من الشعراء ذلك الوقت بترجمته لديوان من الشعر، فيكتشفون بعد مقتله أنه لم يكن يعرف حرفاً من اللغة التي يترجم منها، أما الدكتور إبراهيم، فهو طبيب من جنود الميدان الطبّي، شخصية خارقة واستثنائية يطلق عليه أصدقاؤه "الدكتور فاوستوس"، ويعتقدون أنه أعظم شاعر حيّ، يعدم بسبب هربه من الحرب. أما الشخصية الرئيسية فهو عيسى، الشاعر المجنون والهامشي، حيث يعيش حياة بغداد الثمانينات، ويتحول إلى أسطورة بعد أن تختفي جثته بعد مقتله بسبب هربه من الجيش وعيشه متخفيا في منطقة البتاوين.
وتتناول الرواية فكرة الجماعات الشعرية في الثمانينات، بالكشف عن جماعة أدبية تطلق على نفسها جماعة بهيّة، وهم فريق أدبي على غرار التجمعات السياسية، يؤسسها مجموعة من الجنود الهاربين، يكتبون الشعر بشكل جماعي ويقومون بالنشل والسرقة لتمويل أعمالهم.
تكشف هذه الرواية عن صفحة مخفية من الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية في بغداد الثمانينات:
المقاهي الأدبية، التجمعات الشعرية، الصحف والمجلات، كما أنها تتناول الحياة المدنية تحت الحرب، حيث يبرز مفهوم الشعر والحب والموت وكتابة التاريخ الأدبي على خلفية حياة الشعر والشعراء