إدوارد سعيد في القدس، يرافقه يائيل وإيستر، وهما من أبطال روايات إسرائيلية، حيث يقودانه في المدينة التي غيرت الكولونيالية معالمها، فأصبحت غريبة على ساكنها المحلي. إيستر ويائيل مولودان في إسرائيل، وحالمان بدولة لا تتحقق أبداً: يائيل المؤمن بدولة إسرائيل يفقد إيمانه بسبب الحرب ثم يخون إيستر مع سائحة أمريكية (مثل بطل يهودا عميخاي)، فتنهار حياة إيستر، وتجد أن كل شيء يحيط بها زائف، كل شيء في إسرائيل معرض للخلل والإنهيار، ومن خلال رؤية إدوارد سعيد، نصل إلى سردية فلسطينية عن القدس غير السردية الكولونيالية، سردية تناقض السردية الأولى وتهدمها. كل شيء قديم يتراءى خلف الشيء الجديد ويقضي عليه. المدينة مثل الطرس: كتابات تنكتب فوق كتابات، صور ترتسم فوق صور وكل كتابة تبدأ بالإمحاء. ترتسم على هذا الطرس كتابة أخرى لإدوار سعيد: حياته، مسيرته، الأشعار التي كان يحفظها وهو طفل، بيانات، موت، أحقاد، خرائط عتيقة، وهنالك الروايات الإسرائيلية المكتوبة عن القدس: روايات عاموس عوز، ديفيد غروسمان، ديفيد شاحور، إبراهيم بن يهوشوع، زوريا شيليف...أشعار وقصائد لمناحيم بياليك ويهودا عميخاي وغيرهما... من خلال هذا الكم الهائل من الوثائق، نصل إلى تكذيب الرواية الرسمية الإسرائيلية، ليبدأ سرد آخر مختلف: سرد اللاجئين والمطرودين والمنفيين، سرد المغيبين والمهمشين، ومن خلال الرواية المدحورة تتقهقر الرواية المنتصرة، وتظهر المدينة من تحت الطرس بكتاباتها الممحوة وذكرياتها المتروكة والمهملة، وإدوارد سعيد يواصل سيره وتوقفاته، ينظر إليها فترمم المدينة القديمة في عينيه، وتتقشر بنيتها الخارجية التي صنعتها الرواية الكولونيالية، وتتهاوى