يكتب علي بدر أحداث روايته بصورة مشوقة، وببراعة محافظاً على قدر مستساغ من التوتر الممتع، والكاتب يدفع أحداث روايته باتزان وبقدرة فنية كبيرة، وتتميز هذه الرواية بانسيابية في تسلسل أحداثها، وهذا يضفي على صفحاتها (150 صفحة من القطع المتوسط) متعة وتشويقاً، على الرغم من أن الرواية واقعية إلى حد الشعور بأنها من تجارب الكاتب الشخصية إلا أنها تتجاوز بالفعل واقعيتها، بما تحتويه من تأملات إنسانية متميزة، تتضح هذه التأملات في السرد الروائي بذكاء ورقة، فتتحول هذه الرواية إلى رواية فلسفية عن الزمن والتاريخ، والعبث والحياة تسير في إطار حبكة مشوقة، وصراع ضار بين البدو وجندي عراقي يكتب نشيده الخاص في فهم الصحراء والعيش فيها.