يختصر قريشي على لسان بطله كريم في بوذا الضواحي معاناة الجيل الثاني من المهاجرين إلى بريطانيا، وعالمهم العاصف والمتناقض. إذ يصف كريم حاله وحال صديقته جميلة كالآتي: في بعض الأحيان كنا فرنسيين، وأحياناً أخرى كنا أسودين أمريكيين، وفي واقع الأمر كان يفترض أن نكون إنجليزيين، لكن بالنسبة إلى الإنجليز كنا دوماً زنجيين و باكيين (باكستانيين) .
ومن خلال هذا الوصف يثير الكاتب مجموعة كبيرة من القضايا أهمّها مسألة الانتماء الذي لا يمكن تحديده بمولد أحدهم على أرض معينة ولا بالجنسية التي يكتسبها. ثم يمضي بعد ذلك متتبعاً الروح البريطانية المعاصرة، إذا سلّمنا بأن الأمة هي مبدأ روحي أولاً بحسب تعريف رينان، أو روحٌ تتشكّل من عاملين، أحدهما ينتمي إلى الماضي والآخر إلى الحاضر: يقوم الأول على إرادة حماية الإرث المشترك، والثاني على الرغبة في إكمال الحياة المشتركة