في هذا الكتاب يعرض الفيلسوف الألماني إرنست بلوخ (1885-1977) قراءة جديدة للتراث العربي الإسلامي في العصر الوسيط. ويعتبر الباحث أن هذا التراث لم يقتصر على استيعاب الفكر اليوناني والحفاظ عله فقط، وإنما تمثلت مساهمته أيضا في تطوير هذا الإرث وتوظيفه لصالح العلوم التي نشأت مع ظهور الحضارة العربية الإسلامية. ويرى بلوخ أن الفلاسفة أمثال ابن سينا وابن طفيل وابن رشد لم يتبعوا أرسطو في تحديده لمفهوم المادة (الهيولى)، بل سعو من جهتهم إلى تحوير دلالة هذا المفهوم بإضفاء صبغة الحركة عليه بحيث أصبحت المادة لديهم مشحونة بطاقة قادرة على تقبل الصور وحملها ثم دفعها نحو التحقق في حالة خروجها من القوة إلى الفعل.