ما زالت بقايا الطفولة، لم يَستدر الجسد بعد، فقط شعيرات تنبت تثير همْس العجائز الجالسات في ظلال الدرب، يَغزلن ذكرياتِهن حديثًا طويلاً وممتِعًا، تجلس جَدّتي معهن بوجهٍ صار صغيرًا دون كلمة، التجاعيدُ تعيد رسْم ملامح وجهها، ولفترة محدودة تبدأ بعدَها في الزيادة لتعيد تشكيلَ الملامح مرةً أخرى، ربما لم يُفارِقها إحساسُ المرأة الأول، لكن الخبرة أضافت له الكثير! هل يَبدأ موت الإنسان تدريجيًا أثناء حياته؟ دون أن يلحظ هو أو الآخرون؟ لا أعرف، كل ما أعرفه أنني استطعت أن أحرِّك فيهن شيئًا تلك الظهيرة، وأنا أمرُقُ بينهن متجهةً إلى داخل المنزل، لم أستطع التوقف لسماع ما تَمتمتْ به شفاههن، فقط خمّنتُه