ثمة سؤال بدأ بالتردد في العراق بكثرة منذ عام 2003، عبر الحدود وفي نقاط التفتيش الوهمية والمناطق ذات الكثافة المذهبية، وحتى في المؤسسات الرسمية : هل أنت سني أم شيعي ؟ الموقف الذي حُشر وسط نيرانه الآلاف من العراقيين، ومنه بدأت محنة مواطن حاول إثبات عراقيته من دون تحديد هويته الطائفية، فأدى ذلك لشطره إلى نصفين متساويين من قبل إرهابيين أجنبيين، أفغاني وشيشاني، بواسطة منشار كهربائي لقطع الأشجار، نكاية به وبإصراره على أنه عراقي فحسب. لتبدأ بعدها محنة أخرى هي محنة نصفا ذلك المواطن ( الراوي ) في اجتياز الحدود الستة للعراق والوصول إلى بغداد من أجل العثور على طريقة تعيدهما إلى الالتحام في كيان وجسد واحد، الطريقة التي لا توجد إلا في رواية الفيسكونت المشطور لكالفينو. فهل ينجحان في إيجادها، وإذا ما وجداها، هل سيلتحمان أم يحدث العكس ؟ هذا ما ستكشف عنه هذه الفنطازيا الهزلية التراجيكومية الساخرة، التي وظف فيها الكاتب الأحداث الغرائبية من أجل إيجاد صيغة تقريبية لما آلت إليه أوضاع العراق منذ الاحتلال الأمريكي البريطاني.
تتكون الرواية من ستة فصول تجري أحداثها، على مدى أشهر، على طول الحدود العراقية مع دول الجوار الست والمدن المتاخمة لها وفي بغداد، قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي على مدينة الموصل وأثناء ذلك. وهي الرواية السادسة بالإضافة إلى خمس روايات سابقة، ومجموعتان قصصيتان أصدرها الكاتب على مدى عشر سنوات