هو كتاب يوميات جمع فيه مروان علي، بين النصوص النثرية والشعرية، مادَّة يؤرِّخ من خلالها للحظته الإنسانية التي تُكثِّف سنواتٍ من الترحال، لكنه ترحال لا يترك الوطن وراءه، بل يجعلُ سندباد هذه الرحلة القصرية بعيداً عن الأرض الأم؛ يحمل وطنه معه. ليمضي به في مدنٍ شتّى، كاشفاً أوراق هويته وانتمائه الحقيقي من خلال ما يكتب من كلماتٍ تمتزج بتراب الأرض والمطر ورائحة القمح عبر الحقول، بعرق الفلاحين في مواسم الحصاد، بمذاقاتٍ تحيل على العائلة والمدرسة والبيت، هو الذي عمل في مهنٍ كثيرة، كسائق دراجة نارية، وسائق تراكتور، وعتال في صوامع الحبوب في القامشلي، وقد حمل على ظهره المئات من أكياس القمح، التي لم تغادره رائحتها إلى اليوم.