لم أنكر خوفي في البدايةِ عندما أغلقَ عليَّ بابُ القبرِ وجلستُ وحيدًا ليسَ بحوذتي سوى شمعةٍ تتزينُ بشعلةٍ صغيرةٍ تقاومُ ظلامَ القبرِ بصعوبة، بالإضافةِ إلى جوالٍ بداخلهِ ثلاثُ قططٍ تموءُ بأصواتٍ مرعبة.. بالإضافة أيضًا إلى رائحةِ القبرِ الخانقةِ تحتَ ضوءِ الشمعة.. جلستُ أقرأُ ما كُتب في المخطوطاتِ التي أعطاها ليَ الساحر.. كنتُ أرتعِش بينما أقرأ كل كلمةٍ وكل حرف.. كانت للكلماتِ هيبتُها، ضِف إلى ذلكَ فكرةَ التحدثِ في الظلام، خُلق الظلامُ ليكونَ ساكنًا، فإذا تحدَّثتَ بداخلهِ فأنتَ تخرِقُ قواعده، وعليكَ أن تتحملَ العواقب.
بعدَ أن انتهيتُ من القراءة، جاءَ وقتُ كتابةِ الوفقِ السحريِّ الذي أمَرني الساحرُ بأن أكتُبه.. و"الوَفق" هوَ وثيقةُ اتصالٍ شيطانيةٍ بالعالمِ الآخر، وله ألفُ شكلٍ وطريقة.. بدأتُ في كتابةِ الوفقِ على جسدي بواسطةِ قلمٍ من نوعِ (ماركر)، وكانَ الوفقُ على شكلِ نجمةٍ سداسيةٍ كُتب على كلِّ جانبٍ من جوانبِها رقمٌ فردي، بشرطِ أن يُكون مجموعُ كل طرفينِ متقابلينِ من أطرافِ النجمةِ الرقم 66.. وبدأتُ أكتبُ 31 يقابلُها 35، 53 يقابلها 13، 21 يقابلها 45، وفي منتصفِ النجمة، من المفترضِ كتابةُ حروفٍ بعينِها بترتيبٍ معين