هل يمكن أن تقاس قيمة الغذاء الذي نتناوله بالاستناد إلى ما يبعثه لدينا من متعة أو لذة، أم بالاستناد إلى فائدته لأجسامنا وحياتها؟ من هذا السؤال، تقريباً، ينطلق الكاتب الروسي الكبير ليون تولستوي، في مجال بحثه عن ماهية الفن، في كتابه الذي يكاد يكون أقل كتبه شهرة «ما هو الفن؟». هذا الكتاب وضعه تولستوي في العام 1896، في وقت كان العالم عند تلك الآونة الانعطافية في تاريخ البشرية، يشهد العديد من المتغيرات، التي كانت على درجة من التسارع لم يعد من الممكن معها للفنان بوصفه ابن زمنه، أن يقف متأملاً، راكضاً وراء مفاهيم مثل اللذة والمتعة والجمال واللهو واللعب... وما إلى ذلك من أفكار كانت رُبطت بالفن