«أنت تعمل في كل شيء … وقد أصبح المال بالنسبة إليك غايةً لا وسيلة … العيب ليس في العمل، وإنما في طريقة العمل. والمال عظيم طالما بقي وسيلة، وكارثة حين يُصبح غاية … أنت لا تُراعي الله، وما دمتَ لا تراعي الله فأنت لا تُفكِّر بإنسانيةٍ في معاملتك، لا يُهمُّك أن تُخرب بيوت الناس وتمحقهم محقًا لتنالَ أنت بضعة نقود.»
يَروي لنا الكاتب الكبير «ثروت أباظة» قصة «هارون» الجشِع؛ ذلك الشاب الذي وَضع جَنْي المال نُصبَ عينَيه وجعله هدفًا وحيدًا لا بديل له ولا مزيد عليه، حتى أصبح المالُ معبودَه وإلهَه؛ فأنسَاه نفسه وزوجه وأبناءه، وفقَد الحبَّ والفرحةَ بأي شيءٍ إلا بزيادة رصيده في البنوك أو ما يملكه من الفدادين والأطيان؛ فكان قاسيًا على أولاده حتى عقُّوه كبيرًا، وعاقبه الله على حبه وعبادته المالَ بفقدان الأبناء وكل الأملاك. يُحاول «ثروت أباظة» في روايته نشر قِيَم القناعة وحبِّ الخير والرضا وأهمية بِر الوالدَين.