لا تكتب سمر يزبك يومياتها هذه لتواجه «الخوف والذعر» فقط وإنما لتراود الأمل أيضاً، كما تعبّر.
لكنها على يقين تام أنّ ما تكتبه حقيقي وواقعي وليس من صنع المخيّلة. الكتابة هنا مواجهة سافرة للموت أو بالأحرى للقتل في أبشع أنواعه، قتلاً بالرصاص، سحقاً تحت آلة التعذيب، دوساً بالأقدام... وفي قلب «كرنفالات الرعب» وأعراس الجنون توقن الكاتبة أنها لم تعد تخاف الموت بعدما أضحت تتنفسه كالهواء، بعدما أضحى هو الهواء الذي تتنفسه. إنه الموت الذي في كل الجهات. الموت الذي تنظر إليه شزراً في عين قناص، الموت في الشوارع تحت ضربات «الشبيحة»، في البيوت تحت القصف، في الزنزانات، الموت انتحاراً... في إحدى اللقطات تتحدّث عن القناص: «أمشي، أفكر أين يمكن أن يكون القناص الآن. أفكر أنني سأكتب رواية عن قناص يراقب امرأة تمشي بهدوء في شارع