كانت تفكر أن الحياة ربما تعطيها شيئًا بسيطًا من الأحلام التي غافلتها دائمًا. أن تكون هي نفسها، وبكامل ثقتها، قادرة ولو لمرة واحدة على مجابهة عيني حيدر بقوة، لتصرخ في وجهه، وتتمرغ تحت ساقيه، مبدية أسفها الشديد على ما سببته له من آلام لقلبه الرقيق.و لأنها لم تعتد فكرة التأرجح كخرقة أمام الرجل الذي وهبها قلبه، ولأن الحياة تقول إن الوله المباغت ينصب في الطرف الآخر ناشفا، فإنها لم تفكر يوما بأن القلب الذي قتلته منذ سنين طويلة مضت، كات يتأرجح بين أزمان مختلفة، هربا من ولهه، ولم يخطر في بالها أن زيارتها القصيرة إلى البيت القديم ستكون بداية النهاية، ونهاية البدايات التي خططت لها، وقلبها يقفز بين ضلوعها، بينما الطائرة تعلو في السماء، وهي تتذكر عيني حيدر الغارقتين في الإغماض، قبل ان تدير ظهرها له وتهبط الدرج كريشة