«وانهمرت أسئلة الموتى والأحياء عليَّ؛ سألوا عن معنى الحرية والحق، عن معنى العزة والصدق. نادى الجرح على السكين، فصحت: آه يا وطني! ولزمت الصمت.»
مَن منا لم تعرف عيناه الدموعَ من قبل؟! جميعُنا تجري الدموع على خدَّيه كمجرى النهر، ربما تتحوَّل إلى فيضان يُغرِق حياته بكاملها. كتب «عبد الغفار مكاوي» هذه البكائيات وهو يستعرض أيامًا عصَفَت به، فأحالت أحلامه إلى كوابيس؛ فهو من جيلٍ حلَّقَت به الآمال إلى عَنان السماء قبل أن تَهوي به مرارةُ الهزيمة والانكسار، جيل شَهِد تحولاتٍ من الحرية إلى الطغيان. ستُّ بكائيات هي حصيلةُ هذا الكتاب، كل بكائيةٍ فيها مستقلةٌ بذاتها، متفردةٌ بموضوعها، ولكن يجمع بينها أنها كلها نبَعَت من عينٍ واحدة، وإن كانت تسير إلى عيونٍ أخرى.