تلك هي مهمة الفلسفة, إنها تنقلنا من الانعزال نحو التوحد, ومن الانفصال الموهوم الذي تفرضه اليوم وسائل الاتصال, نحو التواصل الحق, فتأخذنا من فضاءات "التمدن" بما يسودها من حوار زائف وانسجام قطيعي وعزلة حقيقية "نرتبط فيها بالجميع من غير أن نرتبط بأحد", إلى فضاءات تدفعنا لأن نعيش التفرد الأصيل وندخل في الحوار الواسع, لا مع بعضنا البعض فحسب, وإنما مع "جوهر الأشياء كلها" كي نتجاوز عصر التقنية الذي يحدد علائقنا فيما بيننا وعلاقتنا بالوجود