وما أن علم اسكندر بمرض صديقه حتى استأجر بغلاً وعاد فوراً إلى سوق الغرب حيث كان المبشر البروتستانتي الدكتور "كورنيليوس فان ذيك" في زيارة للمدرسة، فطلب منه اسكندر المساعدة فلبّى الدكتور فان ذيك الطلب وذهب معه إلى براشار حيث عاين منصور وأعدّ له دواء في مقادير دقيقة كانت له رائحة نفّاذه، فشرب منه منصور وشفي.
بدأ يشعر بالتحسن بعد ساعات قليلة فقط من من الجرعة الأولى، ثم بدأ يتعافى في اليوم التالي، ولما تعافى بالكامل وعادت إليه روحه اضطرب، لأنه ظن أن الوفاء للدكتور فان ديك على ما قام به يكون بالتحول إلى البروتستانتية، فباح لصديقه بظنونه، فطمأنه صديقه بأن التحول إلى البرونستانتية لا يكون مقابل خدمة مهما تبلغ أهميتها، بل يكون بعد إقتناع عميق بأن المسيح فقط هو المخلّص وبأن الصور والتماثيل في الكنائس هي من الوثنية وأنه لا شفاعة عند الله لقدّيس ولا متى لمريم العذراء، وأن زاد الإنسان في الآخرة هو أفعاله في الدنيا لا غير، أموت ولا أنكر شفاعة العذراء وقدسيتها قال صراحة لإسكندر، لست مؤهلاً بعد للتحول إلى البروتستانتية، ولا أحد يجبرك على ذلك، أجابه اسكندر.
وكيف أردّ الجميل للدكتور فان ديك أذن؟ الدكتور فان ديك لا يريد ردّاً على جميله، وهو قام بذلك لوجه الله وإرضاء لضميره وإقتناعاً منه بأن الناس كلهم... ملزمون ببعضهم البعض؛ كانت هذه الحادثة بالذات نقطة تحوّل حاسمة في حياة منصور، صارت حياته بعدها مختلفة تماماً عما كانت عليه قبلها