مع إيقاعات أناملها، وموسيقى أفكارها، تعود جمانة حداد كشعاع شمس صباحي يخترق الأنا البشرية، ويستنطق مكنوناتها، بانسيابية تحاكي بها جمانة كل المحرمات (الجنس – الشهوة – الحرية، البداية والنهاية). وفي "كتاب الجيم" تغوص جمانة في جيولوجيا الأنا – لترسم صورة عن نفسها امرأة وشاعرة، وأنثى قبل كل شيء. تقول: "أنا اليوم السادس من شهر كانون الأول من سنة ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعين/ أنا الساعة الأولى بُعيد الظهر/ صرخات أمي تلدني/ صرخاتُها تلدها/ رحمُها تقذفني لأخرج منّي/ عَرَقُها يحقق احتمالي (...) أنا كارثة الحب/ وأقع/ أنا ذئاب الشعر تركض في دمي/ أنا حافيةً معها أركض/ أنا الباحثة عن صيادها/ لا تجد صيادها...". وفي طريقها لرسم جيولوجيا الأنا توزع الشاعرة قصائدها على سبع أناة تغطي صفحات الكتاب، هي: (جيولوجيا الأنا – أنا سرابي – أنا قصيدتي – أنا وحدي – أنا أمي – أنا جرائمي – الأنا في الأربعين). عن قصيدتها تقول جمانة: "قصيدتي شقية مشاكسة. تأتيها من اليمين تطلع لك من اليسار. ترتمي عليها من عل تعاجلك من أسفل. تنفتل تتعرج تتلوى وتنزلق من بين أسنانك. لا تهاب الله لا تهاب أحداً. لا تلاطف لا تجامل لا تعطف. تحمل بندقية على كتفها وفوهتها أوسع من عين الكون. أحبّت مرّة رجلاً صار منشاراً كهربائياً. أحبّت موتاً صار خاتماً من ألماس. أحبّت ثوراً خارت قواه تحت قدميها. أحبت ضفيرة هامت على وجهها الضفيرة. نشوانة بسيلها الهادر قصيدتي، وتنكل. يعبق مزاجها بخوراً وضحكتها تتناثر شظايا في لحمك الطريّ. راودها بحذر. شقية مشاكسة قصيدتي