يهدف هذا الكتاب إلى بيان الأثر الذي تركته المدنية الإسلامية في الحضارة الغربية، حيث عمل المؤلف على توضيح المؤثرات المختلفة التي تركها المسلمون في حضارة الغرب، والتي أفاد الغربيون وما زالوا يفيدون منها.
فقد ازدادت عناية الباحثين في السنوات الأخيرة بدراسة الجانب الحضاري في قصة التاريخ البشري، فظهر كثير من المؤلفات التي عالجت تطور الحضارة البشرية في مختلف العصور، فضلاً عن تاريخ العلوم والفكر الإنساني منذ القدم حتى اليوم.
وسرعان ما تكشفت حقيقة مهمة أخذت تزداد وضوحاً كلما ازداد البحث عمقاً، هي أن الفكر الإسلامي قام في العصور الوسطى بدور كبير وفعّال في بناء الحضارة البشرية، وأن هذا الدور البنَّاء لم يقتصر على مجرّد النقل والحفظ، بل تعدى ذلك إلى الابتكار والتجديد والاكتشاف، والانتقال بالحضارة البشرية من درجة إلى درجة أخرى أسمى بكثير مما كانت عليه الحال من قبل