قلت سأحذو حذوه، وبدلاً من رسائلي المفعمة بأسئلة يتجاوزها كأنما لم تكن بدأت أكتب له بدوري عن مدينتي، مدينة مخترعة واقعة بين جبال مكسوَّة بنباتات وأشجار زاهية الخضرة، وبحر هائج باستمرار يغلِّف الجو برائحة اليود، وتلفظ أمواجه طبقاتٍ كثيفة من الملح على الشاطئ كل صباح ..
بيوت المدينة مبنية بكاملها على جرفٍ يمتد بين الجبال والبحر الهائج
كأنها في وضع سقوطٍ أبدي وسكانها يقاومون الجاذبية طوال الوقت
يسيرون ببطءٍ صاعدين أو هابطين
محاذرين الوقوع من هذا العلو إلى جوف البحر المتلاطمة أمواجه بأصواتٍ صاخبة مجلجلة
.