«وحسبُ القارئ ليَعلم مكانةَ هيوم في الفلسفة أن يَعلم أنه شقَّ في أرضها طريقًا جديدًا؛ وعزف على أوتارها نغمةً لم تَألفها الأسماع قبله؛ نغمةً أيقظت جبَّار الفلسفة الحديثة — عمانوئيل كانت — من سُباته.»
يُعَد «ديفد هيوم» — الفيلسوفُ الاسكتلندي الشهير — من أبرز فلاسفة الغرب في القرن الثامن عشر الميلادي، عَدَّه مُعاصِروه من الفلاسفة الأبَ الروحي للحركة الفلسفية التي أَطلق عليها أنصارُها اسمَ «الوضعية المنطقية» أو «التجريبية العلمية»، وقد قدَّم «هيوم» العديدَ من الإسهامات، وكان له ما يُميزه من أفكارٍ ورؤًى عن مُعاصِريه، وعلى قدْرِ أهميته يأتينا هذا الكتاب الفلسفي المهم، الذي اعتمد كاتبُنا «زكي نجيب محمود» في تأليفه على مؤلَّفات «ديفد هيوم» نفسِه؛ ليبدو كأنه هو مَن يَعرض نفسَه على القارئ، ويُقدِّم له خلاصةً وافية عن حياته وأهم الأُسس التي قامت عليها فلسفته، كما يَحوي الكتاب مجموعةً مختارة من النصوص التي تتناول الكثير من الموضوعات، منها: البحث في الذاتية الشخصية، ووجود الله وطبيعته، وفي الحرية والضرورة، وغير ذلك الكثير.