«هذا ولم تكن الفلسفة الحديثة طبيعية فحسب، بل كانت فردية كذلك، فقد كان من خواصِّها لفتُ عقل الفرد وتحريره من رِق رجال الكنيسة، وكان من أغراض الحركة الحديثة تقرير حق الأفراد في الحُكم على الأشياء.»
كان من الطبيعي بعد تقديمهما ﻟ «قصة الفلسفة اليونانية» أن يُقدِّم كلٌّ من الدكتور «أحمد أمين» والدكتور «زكي نجيب محمود» كتاب «قصة الفلسفة الحديثة»، الذي يتميز بأنه كُتب ليناسب مَن يتلمس خطواته الأولى في بحر الفلسفة ودروبها؛ حيث تجنَّبا ذكر المصطلحات الدقيقة ما أمكن، مع تبسيط غير مُخلٍّ لمسائل الفلسفة الكبيرة، مُتخذَين من رجال الفلسفة محورًا أساسيًّا للحديث، محاولةً منهما لتقريبها وتقديمها بشكلٍ أشبه بالقصة، مستفيدَين من كتاب «قصة الفلسفة» للفيلسوف والمؤرخ الأمريكي «ويل ديورانت» عبر الاقتباس تارةً، ومحاكاته تارةً أخرى في عرضه للشخصيات الفلسفية الشهيرة وأبرزِ أفكارهم وتوجُّهاتهم الفكرية. والكتاب يُعَد حجر أساس لمن يريد التعرف على الفلسفة في العصر الحديث؛ بدايةً من «فرانسيس بيكون»، ومرورًا ﺑ «رينيه ديكارت»، و«سبينوزا»، و«شوبنهور»، و«نيتشه»، وحتى «برتراند راسل»، و«ويليم جيمس».