الصداقة إنها الكلمة التي قُبِرَت في تراب المطامع المادية الرخيصة. تنطبق هذه العبارة على رواية الإرث الخفي، فقد وثق الأميرالاي «أرمن دي كركاز» بصديقه «فيليبون» الذي حسبه خليلًا، ولكنه أخلف ظنَّه، وأرداه قتيلًا، وتزوَّج من امرأته، واستولى على أملاك ولدها، وألقاه في اليَمِّ كي تكون الأموال طُعْمةً خالصةً له ولولده، ولكن الخادم الوفي «بستيان» استطاع أن يكشف خديعته وأن يُعِيد الثروة إلى ابن أرمان دي كركاز. وتبرهن لنا هذه القصة على أنَّ الصداقة وهي أسمى المعاني الإنسانية قد تُباع في مَتْجَرٍ للمطامع الإنسانية الوضيعة. والمتتبع لأحداث هذه القصة يجد أنَّ الكاتب قد لخَّصَ صراع البشر في استماتتهم على الأموال في رحاب قصةٍ أثارت في النفس عَبْرَةً وعِبْرةً.