في الفصل الاخير من روايتي «الأدب النازي في أميركا» كان هناك سرد بشكل مبسّط (لم يتجاوز العشرين صفحة) قصة الملازم (راميريز هوفمان) في سلاح الجو التشيلي. قص عليّ هذه القصة ابن بلدي ارتورو بي، وهو من قدامى المحاربين في حروب الفلوريدا والانتحارية في إفريقيا، حيث لم يكن راضياً عن النتيجة النهائية. أفادني الفصل الأخير للأدب النازي لإعطاء وجهة نظر معاكسة، وربما كان يعكس ذروة القبح الأدبي الذي سبقه، وكان (ارتورو يرغب بقصة أطول من ذلك، لا تكون مرآة ولا استخدام لقصص أخرى وإنما قصة بحد ذاتها. وهكذا، قمنا بحبس أنفسنا خلال شهر ونصف في منزلي في (بلانيس) والفصل الأخير بين يدينا وهو يملي علي أحلامه وكوابيسه لنخرج أخيراً بالرواية التي بين يدي القارئ الآن. كان دوري مقتصراً على تحضير الشراب، اللجوء إلى بعض الكتب، ومناقشته ومناقشة شبح (بيير مينارد) الذي كان أكثر حضوراً كل مرة، ومناقشة صلاحية الكثير من المقاطع المكررة