أصوات الزمجرة ومعالم الخراب والدمار من حوله ترسم بوضوح صورة العالم الحقيقية.. تعلن أن هؤلاء ليسوا هم الخطر ، فالخطر الحقيقي يتمثل في شيء آخر ، شيء أقرب له مما كان يتصور يوما حين بدأ كل هذا الكابوس
ليس الخطر والشر آتيا من هؤلاء الموتى
فتلك الجثث السائرة لا تعقل ولا تفهم
ولا هم لها إلا إشباع فطرتها الأساسية .. الغذاء ..لا هدف لها ولا مغزى لها سوى ذلك
ولكن الخراب الذي يحيط بكل شيء ،وكل الصرخات والدماء ، والطلقات التي تترامي لأذنه بينما هو يخطو مبتعدا تؤكد له تلك الحقيقة
أن الخطر والشر الحقيقي ينبع ممن منه هو ، ممن هو مثله ، من نفسياتهم التالفة ونفوسهم المعطوبة التي عززتها غريزة البقاء ، لتصنع منهم وحوشا حقيقية وحوش لا تعرف سوى أنفسها والدماء
هؤلاء هم الموتى الحقيقيون..
هؤلاء هم السائرون