يلقى هذا الكتاب الضوء على دخول الإسلام بلاد النوبة وعلاقتها بمصر التي تعد من أعمق الروابط وأقواها منذ فجر التاريخ، فكان من الطبيعي أن يمتد الإسلام إلى السودان عبر مصر دون غيرها من البلاد الإسلامية؛ لأن مصر لم تلبث أن صارت مركز الإشعاعات الحضارية السابقة على مختلف العصور، بيد أن الامتداد الإسلامي إلى السودان اختلف في مظاهره ووسائله عما جرى عليه الحال في كثير من الأقطار الإسلامية إذ كان هذا الامتداد نتيجة تفاعل مستمر بين الثقافات الوطنية الموروثة في النوبة وبلاد البجة وبين الثقافة العربية الإسلامية خلال العهود التي أعقبت الفتح العربي لمصر، مستعرضا تاريخ ممالك النوبة ومقوماتها الجغرافية لمعرفة ما لهذه المقومات من أثر في تشكيل المجتمع النوبي وتفسير بعض نواحي حياته ونشاطه وأسس حضارته التي أسهمت بنصيب كبير في تاريخ السودان