مكتبتنا
تاريخ سوريا الحضاري القديم الجزء الثاني
التاريخ 2021-12-11 08:53:15 283 مشاهدة
إذا كانت الحقيقة هي الكنز المفقود، وهي ضالة الإنسان العاقل منذ أن وجد على هذا الكوكب, فإنه في سعيه الدائب للوصول إليها والتعرف عليها من أجل امتلاكها سلك طريقين مختلفين، أسهما الى حد كبير في تصنيفه بين إنسان حضاري وآخر همجي. من الثابت والمعروف أن الحقيقة العلمية، كجزء من الحقيقة الكلية، منبثة في أرجاء الكون وفي الطبيعة المحيطة بالإنسان في هيئة القوانين من أجل التحكم بها وتسخيرها من أجل صالحه كان في حد ذاته إنجازاً ثقافياً وتاريخياً عظيماً وضعه على مفترق أحد طريقين: الحضاري والهمجي، وذلك حسب الغاية أو الهدف الذي وضعه لنفسه عند امتلاكه لتلك الحقائق. فإن امتلاك الحقيقة العلمية من قبل البعض خطوة في الطريق الى نفي الآخر أو امتلاكه فإن هذا هو التعبير الأوضح عن الهمجية، والعكس صحيح. لهذا وانطلاقاً من الإيمان الراسخ بوحدة التاريخ الإنساني على الأرض، فإنه ستبذل كل الجهود من أجل الكشف عن شمس الحقيقة المغيبة خلف ركام من العمليات الإقسارية أو التزويرية في كتابة التاريخ. وبهذا فإن هذه الكتابة موجهة الى كل إنسان وكل أمة، لأن الكتابة العلمية والموضوعية للتاريخ الإنساني هي التي من شأنها أن توحد الإنسانية، وتضيء لها درب مسيرتها الحضارية بأنوار القيم الإنسانية النبيلة التي كاد التعصب أن يحيلها الى سراديب ومتاهات مظلمة تخبىء في منعطفاتها المصطنعة أخطاراً حقيقية تهدد الوجود الإنساني كله بشراً وحضارة. ولهذا فقد رأى الكاتب أن تكون البداية مع جلاء الحقيقة التاريخية لبعض أهم هذه التسميات وهي: سوريا والسوريون، آسيا الصغرى, الفينيقيون، الإغريق، وذلك في ضوء علوم الإنسان وكل العلوم الأخرى المساعدة لعلم التاريخ وفي مقدمتها علم الجغرافيا والمناخ، دون إغفال انعكاس فعل القوانين العامة الناظمة للعملية التاريخية، وبالأخص منها تلك التي تحكم جدلية الداخل والخارج

شارك الكتاب

تصفح كتاب تاريخ سوريا الحضاري القديم الجزء الثاني بدون تحميل

كتب قد تهمك

تحميل كتاب