أمواج الليالي متتالية قصصية ، تربط بين فصولها أو قصصها علاقات قربى وثيقة وعضوية في حين يمكن أن تقرأ كل قصة - أو كل فصل - على حدة ، وتوفر للقاريء متعة نادرة .
هذه قصص الحياة اليومية والحياة الروحية معا ، فيها تشويق خاص وفيها شعر ينبع عن غنائية محكمة لا يشطّ بها الجماح ، بل تسيطر عليها حبكة داخلية خفية ، ولكنها فعالة ، وتصبح قصائد نثرية كاملة .يتراوح مسرح الأحداث بين الأسكندرية والصعيد والقاهرة الحديثة ، بين أشواق الحب واضطرام الجسد بالشبق العارم ، بين اللوعة والإدانة أمام المظالم الإجتماعية وتأملات عن الكون والمصير الإنساني . والكتابة هنا تفصح عن الأشياء والأشخاص والأفعال بأسلوب يتعمقها وينفذ إلى داخلها ويبعثها بعثا جديدا في ضوء باهر وغير مسبوق .
في هذا العمل خبرة حسية خصبة ، إذ أن عالم الحواس له حضور طاغ في الحكاية ، وفيه أيضا تكشّف للعالم السياسي والإجتماعي ومآسي الحياة اليومية والروحية بنظرة ثاقبة ، مع روح من السخرية الكامنة ، وفي وجود العنف ، والسعي إلى المعرفة ، وإلى العدل ، وإلى الحب بكل أبعاده