"كيف؟ أيضعها تحت الماء بيديه العاريتين؟ حتى تختنق في النهاية؟ وسوف تتملص بكل ما في جسمها من رغبة عنيفة لجوج في الحياة، بكل ما في عضلاتها وأطرافها من تشبت بالنفس، أيخنقها بيديه تحت الماء، يضغط على رقبتها الصغيرة بأصابعه في قوة وتصميم، وسائر جسمها يتلوى منه تحت الماء، يحاول التفلت من قبضته حتى تنهد أخيراً وتستكين، مهيضة، لا نبض فيها، جاحظة إليه، بعينيها المذعورتين، المعاتبتين، في إنكار. لن تواتيه الجرأة أبداً، لن يجد في قلبه هذا العزم.
وكان قد اقترب من حافة الماء، ووقف يرقبها وفي عينيه نظرة ليست منه، واستند إلى سيف قارب يحجبه عن المدينة، ويكتم عنه أصواتها، فكأنه في وحدة من البحر، والقارب يرتفع شاهقاً خلفه، يحدّ الكون كله من ورائه، كأنه سور أخير ينتهي إليه كل شيء".