يكتسب هذا الكتاب أهميته كونه نوعًا من النقد للثقافة المعاصرة في علاقتها بالرأسمالية والنيوليبرالية. ويمكن إدراجه ضمن التراث النقدي لمدرسة فرانكفورت حيث يُظهر المؤلف تأثره الكبير بروادها، خاصة فالتر بنيامين. يركز عمل هان على الشفافية كمعيار ثقافي أنشأته قوى السوق النيوليبرالية، ويفهمه على أنه الدافع النهم نحو الكشف عن كل شيء دون الاعتراف بفكرة الخصوصية. ووفقًا لهان، فإن إملاءات الشفافية تفرض نظامًا استبداديًا من الانفتاح على حساب القيم الاجتماعية الأخرى مثل الخجل، السرية، والثقة. يتتبع الكتاب آثار الشفافية في جوانب الحياة الاجتماعية المختلفة، علاقتها بترسيخ القيم الإيجابية التي تعمل على تدجين أفراد المجتمع وقولبتهم، علاقتها بالسلطة والتحكم والمراقبة، بالبورنوغرافيا، قيمة العرض، والمعلوماتية. من جهة أخرى، وبين ثنايا هذا الكتاب، نجد اهتمامًا أساسيًا بالوضع الذي تواجهه الكائنات البشرية التي تسير بخطى سريعة وبقيادة التكنولوجيا إلى حالتها من الرأسمالية المتأخرة. ويتم استكشاف هذا الوضع عبر العديد من الجوانب: الجنس، الصحة العقلية، العنف، الحرية، التكنولوجيا، والثقافة الشعبية