هذه محاضرة ألقاها الشيخ «محمد الخضر حسين» بأحد احتفاليات «جمعية تعاون جاليات أفريقية الشمالية» عام ١٩٢٣م، وكانت الجمعية تهدُف إلى النهوض بأبناء الجاليات الإفريقى في آدابهم وفنونهم وعلومهم. فرأى الشيخ «الخضر» أن تكون موضوعها سيرة عَلَم من أعلام الفكر العربي والإسلامي، وأحد الذين أدركوا بصفاء أذهانهم، وعلو هممهم، ليكون محفذًا لهذه العقول، وموقظًا لهذه الهِمَم. ووقع الاختيار على الفيلسوف الاجتماعي الكبير «أبي زيد عبدالرحمن بن خلدون» ، فعرض لنشأته، ونبوغه، ومحنه، ورحلاته، واتصاله بأهل السياسة والحُكم، كما عرض الشيخ في هذه المحاضرة لشيء من فلسفته الاجتماعية، ولمجموعة من قواعده العلمية التي وضعها لتفسير أحوال المجتمعات الإنسانية.