يحتفي المؤلف والكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في هذا الكتاب بالتجارب الرائدة في مجال العلم التجريبي ويعيد خلق زمن بدا فيه العالم مليئًا بالقوى الغامضة، وكان فيه العلماء يخشون من الضوء والكهرباء وجسم الإنسان، فنرى جاليليو وهو يدرس الجاذبية، ونيوتن وهو يحلل الضوء، وبافلوف وهو يجري دراسات على كلابه الشهيرة، هذا هو العلم في شكله العملي الأكثر إبداعًا عندما تكون براعة العقل أداة مفيدة للغاية في المختبر ويتم عرض نتائج هذه التجارب عرضًا بديعًا. يسلّط "جونسون" -الحائز على جائزة أفضل كاتب في مجال العلوم- الضوء على عشرة تجارب تاريخية كشفت بساطتها عن الملامح الرئيسية لأجسامنا وعالمنا، ويضم الكتاب مجموعة مبهرة لا تُقاوم من أجمل التجارب التي فتحت آفاقًا جديدةً في التاريخ العلمي. كما يعرض في كتابه عشر لحظات علمية والأهم من ذلك أنه يبين لنا العقول والشخصيات المثيرة للاهتمام التي أخرجت هذه التجارب لحيز الوجود بدءًا من تجارب غاليليو مع الحركة وحتى تجارب ميليكان على الإلكترون، ويقدم المؤلف وصفًا مقنعًا وبارعًا للحياة اليومية لأمثال لافوازييه، وبحث مايكلسون عن راحة البال، سيجد القراء الذين يفضلون تعليم أنفسهم ذاتيًا متعة في قراءة هذا الكتاب، سواء من الناحية العلمية أو احترامه لعباقرة غريبي الأطوار حلموا بطرق لإثبات المعايير والقوانين الفيزيائية التي نعتبرها اليوم مسلّمات. تأتي في ثنايا الكتاب الرسومات الخاصة بأصحاب التجارب المبيّنة، فضلًا عن لوحات لهؤلاء العظماء، ويتسم السرد بسهولة ومرونة بعيدًا عن الجفاف الذي تتسم به الكتب المدرسية، كما يصف العلماء أي تجربة بأنها جميلة أو أنيقة إذا كانت بسيطة نسبيًا وتعطي نتائج واضحة، ويُفضل أن تتضمن اكتشافًا جديدًا يتعلق بموضوع مهم، وتنطبق هذه المعايير على كل التجارب التي وصفها جونسون في كتابه الذي نقرأ فيه وصفًا موجزًا لتجارب علماء كبار مثل غاليليو ونيوتن ولافوازييه وفاراداي ومايكلسون وبافلوف