مكتبتنا
الفلسفة والعلم في العصر الكلاسيكي - سيادة التصور الميكانيكي
الفلسفة 2021-10-21 13:58:25 255 مشاهدة
غرضنا في هذا الكتاب أن نفحص من منظور التاريخ الإبستيملوجي للعلم، السبل التي قادت إلى سيادة التصور الميكانيكي في القرن التاسع عشر، كنموذج للتفسير، هيمن على العقول وفرض معاييره ومقاييسه على البحث العلمي في تلك الآونة، وسيقودنا ذلك إلى تتبع مراحل تكوين النظرة الآلية والتنقيب عن مراجل تحول التصور الميكانيكي في القرن السابع عشر، إلى نموذج للتفسير فرض نفسه على العقول، وهي في نظرنا: النظرية الديكارتية باعتبار أن (الآلة) كمفهوم فلسفي أساسي جزء من كل، هو الفلسفة الديكارتية، ونظرية ديكارت الطبيعية، دوره فيها هو تفسير حركات الأجسام والأجرام وحتى جسم الإنسان. والنظرية النيوتونية باعتبارها تتويجاً لمسيرة الآلية الفلسفية والعلمية والميكانيكا الطبية بمختلف أوجهها ومظاهرها. والميكانيكا التطبيقية للمهندسين والتي ظل أثرها حتى أواسط عصر الأنوار وفي ميتافيزيقا فلاسفة الموسوعة قائماً. فلليقظة التقنية في أوروبا، ارتباط بالتحول الذي أقبل عليه مجتمع العصر الوسيط من مجتمع اقطاعات إلى مجتمع مدن. لكن في أصل ذلك التحول، كما سنرى، انقلاباً في الرؤية، اصب المجتمع الأوروبي جعله يمر من زمن معرفي إلى آخر من أبرز سماته تعقب السحرة والمشعوذين ومحاكمتهم بتهمة تعاطي الشعوذة والسحر وهي حركة جندت لها كل الدوائر نفسها، بما في ذلك الكنيسة والدولة: أي السلطة الدينية والدنيوية. وقد رافق كل ذلك تعارض جديد بين (الخرافة) و(العقل) فاقترنت الآلية بالنظام كلحظة معرفة جديدة أو كتربة أنبتت تجارب نظرية مختلفة لكنتها ترتد إلى ذات الأفق. كما تحولت الآلية من إعجاب بفكرة الآلة كنموذج للتفسير في العلم الطبيعي إلى تصور أو رؤية للعالم ثم إلى إيديولوجيا فيما بعد

شارك الكتاب

تصفح كتاب الفلسفة والعلم في العصر الكلاسيكي - سيادة التصور الميكانيكي بدون تحميل

كتب قد تهمك

تحميل كتاب