تعتبر هذه الرواية مرحلة جديدة في أسلوب مورافيا الروائي يختلف عن أسلوبه السابق في “السأم” و”الاحتقار” و”الانتباه” وسواها، بالرغم من أن موضوع الجنس يطغى عليها جميعاً. ولكن الجنس هنا ليس عضواً من الجسم بقدر ما هو شخصية ذات كيان يقوم بينها وبين “الأنا” الفرويدي صراع يعبر عن انفصام البطل “الشيزوفرانيا”. وإلى جانب كون هذه الرواية جنسية فلسفية، فهي تراجيدية كوميدية معاً. (فالأنا) رجل يعمل في ميدان السينما ويطمح إلى وضع سيناريو فيلم مناصر للحركة اليسارية، ولكن “الآخر” الذي هو رغبته الجنسية يقف عقبة كأداء في سبيل تحقيق آماله بما يفرضه عليه من مطالب.. وهكذا تروي القصة أحداث صراع “ريكو” مع شخصيته الثانية. فلا بد للقارئ من اكتشاف رموز كثيرة وراء الوقائع المادية المحسوسة.
ويعتبر مورافيا نفسه في الرواية واقعياً جداً حتى من حيث مواجهته لفرويد وماركس معاً، و”ريكو” يدرك أن سيناريو الفيلم الذي يكتبه وهو “الاستملاك” يجب أن يتضمن نقده الذاتي في شكل ما