««هيبنوسيس وسيلةٌ لوضعك في حالة ذهنية مسترخية، إنها تساعد على التداعي الحر للأفكار والذكريات القديمة في وَعْيك، يشبه الأمر حالةَ ما قبل النوم، عندما يسترخي جسدُك ويصفو عقلُك من الأفكار.»
قال في هدوء: «تريد أن تنوِّمَني مغناطيسيًّا؟»
– «ليس تمامًا، فقط أريد مساعدتَك على التذكُّر».»
يروي لنا «مهند رحمه» بأسلوبٍ رائع قصةَ «عمار»؛ وهو شاب سوداني جامعي، يعيش في سكنٍ مع صديقه المُقرَّب، كان هادئًا، قانعًا بمعيشته، متدينًا بطبعه، لكن كان يُراوِده دائمًا حُلم سيئ، وتصيبه نوباتُ ذعرٍ لمراتٍ دونَ أن يدرك السبب، فيُقرِّر زيارةَ الطبيب النفسي «جمال عبد الرحمن»، فيُخضِعه لجلسةِ تنويمٍ مغناطيسي، وهنا تأتي اللحظة التي يتذكَّر فيها كلَّ شيء، يتذكَّر ماضيَه القاسي والمؤلم، ومن اللحظة تلك تتبدَّل أحواله ليصبح شخصًا ثائرًا متمردًا حانقًا، خاصةً على أحوال بلاده التي كانت تَمُوج في بحر من الظلم والقهر. لم يتقبَّل «عمار» واقعَ مجتمعه الأليم مثل الباقين، فرفع رايةَ الثورة وناضَل ببسالةٍ إلى أن وصل إلى محطته الأخيرة بالحياة، وفارَقت الروحُ جسدَه المُعذَّب، فغادَر آمالَه وفَتاتَه التي أحبها بجنونٍ كحُبِّه لوالدته. لكن، تُرى ما الماضي الذي تذكَّرَه وبدَّلَ أحواله هكذا؟