هذا الكتاب سيرة ذاتية واقعية لمرحلة زمنية لا تتجاوز أكثر من عشرين شهراً، أو سرد للأحداث التي عانى فيها كل من رفعه الجادرجي وبلقيس شرارة، من وطأة الاعتقال والحكم المؤبد الذي صدر بحق رفعة الجادرجي، وهو تسجيل لما عانته بلقيس من الحالة النفسية كزوجة معتقل وسجين في العراق، ووصف لما عاناه رفعة جادرجي كمعتقل وسجين.
يحتوي الكتاب على أربعة فصول، ويتألف من جزء كتب من قبل رفعة وجزء كتب من قبل بلقيس، وهكذا كتبت الفصول متتالية على هذه الوتيرة، وجاءت واصفة للأحداث التي مر بها كلا المؤلفان الأول في سجنه والثانية بين أصدقائها الذين يساعدونها في تخليص زوجها من براثن الأسر، كلا الاثنين دون مذكراته وبشكل منفرد وتام على الآخر، وتحدث عن كل ما حدث معه في غياب الآخر، فشرحت بلقيس آلامها وعذابها وشوقها إلى زوجها ومساعيها في انتزاع الحرية له، وشرح رفعه أسباب سجنه، والدوافع السياسية الكامنة خلف استقصائه من نقابة المهندسين، وعذاباته في السجن وعلاقته بالمعتقلين الذين تعرف عليهم داخل السجن، التحقيقات التي أجريت معه من قبل المخابرات وأخيراً سير عملية الإفراج عنه بعد عشرين شهراً من العذاب. كل ذلك ساقه الزوجان بأسلوب بسيط وبعبارات تنم فعلاً على أحاسيس كليهما وعذابهما الذي أججه نار الفراق