هذا الكتاب من الكتب القليلة التي تجمع بين البعدين العلمي و الإنساني ، فمؤلفه سير روي كالن الجراح الانجليزي البارز ، و رائد جراحة نقل الأعضاء ، هو أيضا مفكر يشعر بمشاكل البشرية ، و يدرك مسؤولية العلم في البحث عن حل لأكبر كارثة يواجهها العالم ، و هي كارثة التزايد المفرط للسكان. و لأنه يفهم بوصفه طبيبا معنى التوازن بين المواليد و الوفايات، و هو اقتراب تعداد سكان العالم من عشرة بلايين نسمة ، بما يترتب عليه من خلل خطير يصل إلى حد الكارثة ، فهو يطلق بهذا الكتاب صرخة تحذير قائلا : نحن نقف على حافة كارثة كوكبية و لابد من أن نفعل شيئا على الفور.
و بالفعل أخذ كالن على عاتقه أن يبحث في هذه المشكلة بكل أبعادها : البيولوجية و الاجتماعية و الأخلاقية و السياسية اقتناعا منه بأن معظم المشاكل التي نواجهها هي نتيجة حتمية لتقدم العلم و أن الطبيعة الإنسانية بغرائزها لم تتغير ، و يرى أن التوازن الإيكولوجي البيئي بين الإنسان و الحيوانات و النباتات و البيئة الطبيعية اختل نتيجة لتطبيقات العلم. فقد خفضت قدرة العلم في ميدان الصحة الوقائية نسبة الوفيات بين الأمهات و الأطفال ، و قضت علوم الطب على كثير من الأمراض ، و دمر الإنسان البيئة الطبيعية ، و بالتكنولوجيا استنزفت الأرض. مما أحدث اختلالا خطيرا في هذا التوازن مهددا بتدمير الحياة على هذا الكوكب.
فهل يمكن استعادة هذا التوازن بالعلم؟ و هل يمكن السيطرة على الجانب العدواني في الطبيعة البشرية؟
هذا ما يجيب عنه روي كالن بطرح استراتيجيات علمية و إنسانية في هذا الكتاب العلمي التعليمي الإنساني