يتناول هذا الكتب أعمال خمسة من كبار المفكرين الفرنسيين الذين ظهروا فى النصف الثانى من القرن العشرين هم : كلود ليفى شتراوى و رولان بارت و ميشيل فوكو و جاك لاكان و جاك دريدا. وقد ارتبطت أسماء هؤلاء المفكرين بمدرسة بلغت ذروة تأثيرها فى الستينيات هى المدرسة البنيوية, و ذلك على الرغم من أن هذا الأرتباط لم يرق لأغلبهم لأنهم - بأستثناء ليفى شتراوس - لم يريدوا أن يحسبوا على منهج فى الدراسة شعروا بأنه يحد من حريتهم الفكرية.
و ما يحاول هذا الكتاب تبيانه هو أن هؤلاء الكتاب - يعودون - رغم اختلاف الحقول التى يعملون بها - إلى أصول مشتركة تنبع جميعها من اللغويات البنيوية التى وضع أسسها عالم اللغويات السويسرى دى سوسير الذى درس اللغة بأعتبارها نظاماً كاملاً من الرموز فى أى لحظة من لحظات وجوده, و أن هذه الرموز هى رموز اعتباطية تقوم على مبدأ الاختلاف بين أى منها و أى رمز آخر. و الرمز عند سوسير يتشكل من دال و مدلول, من سلسلة صوتية(فى اللغة المحكية) و ما تدل عليه من أفكار. و قد أخذ المفكرون الذين يتناولهم هذا الكتاب فكرة اللغة المكتملة فى أى لحظة من لحظاتها و طبقوها على ظواهر ثقافية أخرى أعتبروها بمنزلة اللغات المشكلة من نظم رمزية قابلة للتحليل و الفهم على شاكلة اللغة البشرية التى تنقسم أيضاً إلى نظام نظرى يختزنه كل مستخدمى اللغة فى أذهانهم, و إلى ممارسة فعلية لا يمكن فهمها و التفاهم بها من دون ذلك النظام. و قد أمكن تتبع ما يمكن وصفه بالمنهج المشترك فى أعمالهم التى تتناول أموراً يبلغ اختلافها اختلاف علوم الأنثربيولوجيا و علم النفس و الاجتماع و الأدب بعضها عن بعض