ما زالت الطبيعة تراود حنّا مينه، فتسكن فيه موحيةٌ له بخيالات، بإيحاءات يستعير من سكانها نماذج تبقى رموزاً لقارئ سطور روايته "الذئب الأسود" وكأنه بذلك يؤكد على أن العالم ما هو إلا غابة تتحكم فيه القوانين التي تحكم الغابات. فها هو دغمش الصياد الهرم والشخصية المحورية في أحداث تلك الرواية متعب إلا أنه مصمم على قتل الذئب الأسود، وأمله كبير في الصيادين أمثاله. تتوالى الحوارات وتتعدد الشخصيات، وتتوالى الأحداث وفكرة الخطيئة المرتبطة بآدم وحواء تظل تسيطر على مناخات تلك الرواية، إلا أن ما سارت الرواية نحوه هو هدف مثل الذئب الأسود الذي كان يعبث فساداً في أنحاء الغابات