أي عشق ذاك الذي يسوقك حنّا مينه إليه، إلى هذا البحر الممتد عبر المدى وعبر الحياة... يرمي بصنار خياله لينزع من أعماقه أحلى الكنوز... أحلى القصص، يشكلها عبارات، ويحيلها أحداث تموج بها صفحات "الياطر" بطلها زكريا المرسنلي... يتحدث يحكي، يسامر البحر ويسامر السمك كأنه الفيلسوف: "سوف أبقر بطنك وأنا آسف... أنت لا تحسين بما أفعل الآن... بعد الموت لا يحسّ الجسد... وأنا لا أحترم الموت في الجسد، سيان، ليقطعوني، أنا زكريا المرسنلي، ألف قطعة بعد موتي، وفقط ليحترموني في حياتي، لكن حياتي جميلة، مثل ليلة صافية"، فلسفة وخيالات، وقصة تهب منها روائح البحر... روائح الحياة... تزرع في الفكر صوراً جميلة حيناً... قاتمة أحياناً... ولكنها دائماً وأبداً ملونة بألوان خيال حنّا مينة المترع بعمق البحر