عندما يأخذ الباحث في دراسة القدماء، يتساءل هل هو الذي يقرأهم أم هم الذين يقرأونه. ذلك أنه سرعان ما يكتشف أن ما يستهويه في القصص القديمة هو مخالفتها لما تعود عليه فينظر إلى الأدب الحديث من خلال الأدب القديم ويبصر نفسه بعيون أخرى، عيون أناس ماتوا منذ قرون خلت. فيدرك أن الأساليب التي ألِفها أساليب نسبية، مرتبطة بزمان ومكان، وأنها ليست طبيعية، شأنها شأن الأساليب القديمة. عندئذ يرى نفسه شخصية قصة بدأت ذات يوم ولابد أن تنتهي في يوم من الأيام